ألتفت حولها تبصر كل شيء دون تركيز تبحث عن شيء هي تجهله.. أو ربما تبحث عن نفسها إنها يائسة... ضائعة... و مشتتة... ما بال تلك التهيأت تطاردها بضرواة حتى أنها لاتعلم كينونتها إطلاقا إلى أين تركض... و أين المفر.. ماذا تفعل... ماخطب تلك أضلال... تلاحقها بإصرار بائس يبعث لها بشرارة خوفاً تنهش كيانها و تتركها بعدها هشة خاوية يملأء الفراغ جوفها و ثقوب روحهة و قد غزها اليأس من النجاة.
أطلقت صرخة مداوية متألمة شقت هدوء الليل الساكن من حولها بعدما خانتها قدماها كما خانتها جميع مشاعرها
هدوءها... صمودها... أمالها... و هوت"هي" نحو تلك الحفرة العميقة تفترش الارض بجسدها الضئيل.
إنتشر ألم في بدنها يعلن عن نفسه بقوة فتلك الأتربة قاسية كقسوة المكان على روحها.
إستندت إلى تلك الكومة من تربة الندئة تعتصرها بكفها وقد شرعت دموع تشق طريها ببطئ و أبى صوتها الصدور فكلما حاولت الصراخ حتى تعثر في حنجرتها يأبى الأستمرار و الظهور و كأنه يخشى أفساد هدوء المكان.
تنهدت بعمق و عينها تكتشف ما حولها فمازال شعور المطارد يسيطر على تفكيرها انعقد حاجباها تزامناً لرصدها تلك الكومة ترابية الواقعة فوقها تماماً شحب وجهها و إتسعت حدقيها خوفاً شوبه الصدمة المنحلة على ملامحها الشاحبة و يدها المرتعشة تدفع جسدها نحو الخلف بقوة تبتعد قدر الأمكان عن ذلك المكان الجالسة أمامه مباشرة..
ياألهي أنه قبر؟!
أرتعدت أوصالها و صكت أسنانها إرتعاش و تجمد جسدها دفعت واحد من هول ماتبصره مقلتاها. تقدمت بخطوات متذبذبة تحول أن تقرئ تلك اللفة الموضوعة بعناية في المقدمة رغم عتمة المكان إلا انها تحول إرضاء فضول ضئيل نمى داخلها من العدم.
أخترق حواسها كما أخترق صميم فؤاها صوته الخشن العذب يحمل بين طياته نشيج ألم و عمق غريب شقت إبتسامة طفيفة على محياها لا تعلم لما؟ فكيف للمرء أن يحب و يخشى الشيء ذاته؟ فمافما كانت تهرب منه بإستمات منه بات الأن مصدر أمل و أمان لها.
فهي تجهل تماما الإجابة عن ذلك حقاً! كما تجهل سبب ظهور تللك البسمة البلهاء مجهولة المصدر إنه نوعاً غريب من الأحساس ذلك الذي يطغى على الروح انه ذلك الصوت الذي تجهله كما تعلمه حق المعرفة. هي لم تستدر بعد و لم تشبع رغبتها الفضولية نحو هيئته الرجولية باحت وقد إستبد حظوره القوي على أي فضول قد داهمها فيما سبق و نست عما كانت ترغب في فعله نداها مجددا بصوت رخيم شجن يأسر في لحنه معاني الأمان. ودت لو جسده حقا و هي بين أحضانه تلك الرغبة الهوجاء في أن تكون هناك حيث منبعه الأصلي ترتوي منه بعد جرعت خوفا مبالغ فيها و كأنه بطلته البهية إنقشعت وحشة المكان حولها تبجيلاً له.
سارت رعشة في بدنها و قد تقدم منها و أصبح خلفها تماماً يلفح بأنفاسه الساخنة بشرة عنقها العارية.
كرار ندائه يلفظ أسمهابعذوبة حلوة تشع من صوته الذكوري الخشن " إلينا "...
O.B